فى يوم من الأيام ، تمتلئ السماء بالغيوم ، والجو مشحون بكثير من العواصف الترابيه ، والكل يمشى فى الطريق مسرعاً بهدف العودة مبكراً ، وعدم تضييع الوقت ، شعرت بأن الوقت سريع جدا ، فوجدت نفسى امشى مسرعاً معهم !! فتعجبت جدا!! ولم استطع ان اهدى من قدماى ، فحدثتها :
قدماى ماذا بكى ؟ لماذا كل هذه السرعة ؟
فردت وقالت : العالم حولك سريع جدا ، والوقت يداهمنا
فقلت لها : ولما كل ذلك فلنا موعد محدد سنصل اليه
قالت لى : لا ادرى ولكنك يجب ان تتسابق معهم هذاما اعرفه
فقلت لها : افعلى ما تشائى وهيا بنا نسابقهم
وبدأت فى الشعور بأنى سأنتصر على كل من حولى ، فتخطيت واحدا تلو الآخر ، وانتابنى شعور جميل جدا ، حقاً ما اجمله من احساس النجاح والفوز ، واكملت سيرى وبدأت فى تغذية قدماى بالحماس ، مرات انجح فى تخطى أشخاص ومرات افشل فهم سبقونى من فترة كبيرة ، ولكن ذلك لم يضعفنى ، بل ضاعف حماسى وإرادتى ، حتى احسست بأنى اجرى وسط الناس كالمجنون بحثاً عن الفوز ، ولكن الغريب جداً أنى لاحظت ان كل من حولى فعلا يريدون الفوز ، وجميعهم يمتلكون سرعات عالية ، إلا عدد ليس بقليل أو بكثير ، وأستمر السباق على هذا الحال بين تقدم وتأخر ، كر وفر ، فوز وهزيمة ، فالجميع يفعل قصارى جهده .
وفجأة فى لحظة
بالفعل إنها لحظة
وجدت قدماى تقف والناس تسابق وتسابق وأنا لا ادرى لماذا توقفت قدماى ؟ ! فناديتها مرة أخرى وبعنف حدثتها
لما توقفتى ؟؟؟؟؟؟؟
فردت بصوت يمتلئ بالحزن وقالت : ألا ترى !!!!
فنظرت حولى ، وصدمت من المنظر !! ما هذا !! لم أكن اتخيل ما حولى ، فقلت لها اخبرينى لو كنتى تعلمين ، ماذا بهؤلاء البشر ؟
ولما هم راقدون على الأرض بعد أن كانوا فى السباق معنا ؟
وذادت دهشتى !! ما كل هذه الدماء ؟؟
يا ويلى ويا حسرتى الناس تموت من حولى وأقف عاجز أن اساعدهم !!!
فردت قدماى وشرحت لى ، وقالت :
ألا تعلم من أنت ................... أنت شاب عربى
ألا تعلم من هؤلاء القتلى ........ هى بلدك وبلاد اخوانك من العرب والمسلمين
ألا تعلم من سبقونا ............... إنها بلاد الغرب المتقدمة التى داست على كل من حولها للفوز ، التى لا تعرف معنى للرحمة، فداست على هذا العراقى / وطعنت هذا الفلسطينى / ودمرت فى هذا الأفغانى / ..........إلخ
فصرخت فيها قائلاً :
اسكتى والتزمى الصمت ، ولا تجعلى الحسرة تملئ قلبى
ووجدت كل من حولى لا حراك ولا نفس
كل من حولى ميت أو ينظر مثلى
فالتزمت الصمت معهم.